هل عرفتها يا ادم ؟
يا من لا تعرف المرأة على حقيقتها
أنظر إلى المرأة
و تفنن في تمعن شموخها ، و إسرح في تمثل كبريائها ، وإلتهب شوقاً لمعرفة أسرار عنفوانها
أنظر إلى المرأة
و كأنها أبهى صورة في عينيك ، لتكون أروع لوحة رسمها حاذق فنان ، لأزهى مخلوق ، و أحلى إبداع
أنظر إلى المرأة
فتجدها في أجمل صورة ، لخصوبة خيالها ، و روعة تعبيرها ، فقلبها شاهد على حضورها ، لأن ريشتها إبداعاً و فتنة سحرت الأعين على مر التاريخ
لقد أهدت المراة إلى الحياة جواهر ثمينة من غالي الصفات
لا يعرف قيمتها بعض الرجال إلاّ من رحم الله ،
لأن بعضهم لم يحسنوا قراءة عبقرية أنوثتها ، و التفكر في شموخها ، و رسم كبريائها
لأنها لوحة أجمل من الفتنة ، و أعذب من الفكرة ، فهي ينبوع لحنان نادر ، أكبر من الوصف ، و أغلى من المدح
فهي عاصمة الخيال الجميل ، في ميدان روعة الحياة.
و المراة دائماً تجدها تبحث عن الأجمل ، لأنها تعرف قدرها :
المرأة و الحب
لا يعيش الحب بدون إمرأة ، لأن الحب يعرف المراة
فهي رقيقة المشاعر ، جميلة الإحساس ، و الحب هو أرق كلمة في دفتر الوجود ، و أغلى حرفين في قاموس الحياة ، لأنه صلة روح بروح ، و رفقة قلب إلى قلب ، فالحب لا يستغني أبداً عنها ، لأنها هي من أوجدته ، و هي من سحرته ، و هي من فتنته ، فهو يعرف أنه بدونها سيطرد من القلوب ، لأن قصور القلوب هي المرأة ،
و لكم إنبهر هذا الحب من حكمتها ، و لكم خاف من غضبها ، و لكم تعجب من صبرها ، لأنه قد أيقن بُعد نظرها ، الذي ترجم له إخلاصها ، ليشهد لها هذا الحب بوفائها ، لأن الحب هو قتيل العيون ، و لكن أي عيون .. إنها عيون المرأة التاريخية الجمال ، و الباسقة بالحنان ، لغتها الدموع ، و سحرها الصمت ، ونظرتها هي الإبداع .
المرأة و الحياة
المرأة هي قصيدة الحياة ، و مدرستها الخالدة ، لا تعرف الحياة إلاّ بحياتها ،
لأن المرأة هي طعمها الشاهد ، و عسلها الباقي ، فالحياة تعرف المرأة جيداً ، لأنها زميلتها في مدرستها ، و تلميذتها في كتابها ، و قلمها في كتاباتها .
برعت المرأة في منهج الحياة ، لتكون مكانتها قوية لامعة ، و حُسنها فياض قوي الأسر ، لأن براعتها تمكن في إستهلالها ، و إشراقة عنوانها ، و كأنها على هامة الحياة تاجاً مُرصعاً بالذهب و الأرجوان ، لتحطم أعداء الجمال من مُحيط الحياة إلى خليجها ، لأنها تنسف أقاويلهم ، و تقتل أفعالهم ، فسلاحهم الكلام الكاذب ، و الفعل الدنيء ، و سلاحها هو الضعف ، نعم ضعفها الذي أدهش علماء النفس ، و أساتذة علم الإنسان ، لأنها تُحاربهم بضعفها ، لترحب الحياة بإنتصاراتها على ميادين الأرض الواسعة ، لأنها مدرسة الأجيال ، و علم من أعلام الحياة ، يُرفرف على هامة الدهر .
الأم مدرسة إذا أعددتها .... أعددت شعباً طيب الأعراقي .
المرأة و التفوق
تفوقت المرأة في كل أطوار الحياة ،
فلا نسمع بيت شعر إلاّ والمرأة عنصر أساسي في بيته ، و لا نعرف مجالا من مجالات الحياة إلاّ و المرأة تقف على عنوان المجالات الرائعة ، و الأعمال النافعة ، لأنها موهوبة بالفطرة ، فرضت أنوثتها على الزمن ، لتسمع لها أذن الدهر ، حتى الأعمى الذي لا يبصر ، قد سحره قوة ذيوعها ، و مساحة لموعها ، فهو قد أنصت لإبداعها ، و إستمع لإمتاعها ، فالأيام تبحث عن تفوقها ، و السنين تفيض شعراً لمحبتها ، و علو رفعتها ، فقد خطفت الأضواء ، ببراقة سريرتها ، و مطلع أحاديثها ، لأنها عنوان النجاح لكل عظيم من عظماء هذه الحياة ، و قديما قالوا :
وراء كل رجل عظيم إمرأة ،
شهادة من الزمن ، و برقية شكر من الدهر ، و رسالة تودد و تلطف من كل إنسان يبحث عن النجاح ، لأن النجاح هو المرأة نفسها ،
فلتفوقها ذيوع ، و لموهبتها سطوع ، و لعبقريتها نبوغ .
المرأة و الأخلاق
عبقرية المرأة تكمُن في أخلاقها ، لأن للأخلاق في حياة المرأة صفحات ،
و للمرأة مع الأخلاق أخوة نادرة ، و زمالة سائرة .
فالمراة خبيرة بالأخلاق ، بصيرة بمذاهبها ، مبحرة في حقائقها ، لأنها لا تعرف خيانة الضمير ، بل كل همها هي ظاهر الأخلاق كيف تعم في ساحات الأرض كلها .
فهي تكتم أخلاقها في داخلها ، لكي تبثُها إلى قلوب البشر فتأسرهم ، و ترميها إلى عقولهم فتسلبهم ، فهمها نشر الأخلاق الفاضلة في قلوب البشر ، لكي يعم الخُلق الحسن في أطراف زمانها ، و أركان دهرها ، لأنها أعرف البشر بمعانيها ، فعواطفها تجاه أخلاق البشر مكبوتة ، فكأنها تريد من قلبها أن يُغادر بعيداً عنها ، لكي ينشر الخُلق الحسن في مساحة أكبر من ميدانها
فهذه هى المرأة الصالحة